الأحد، 11 أغسطس 2013

اقلا م حره

باختصار

أقوى مما كان

عندما سئل أحد المقربين من حزب الله اللبناني عن مساهمات الحزب في سوريا أجاب على الفور: أينما تطلب الأمر مساهمة فسيكون هناك. لم يعجب الرد السائل، فأردف معلقا "لكن حزب الله أصبح أضعف بعد مشاركته في سوريا" .. ولم ينتظر المقرب فرد على الفور "إنه أقوى بعشرات المرات إن لم يكن بمئاتها، وإذا ما وقعت الحرب مع إسرائيل فستكون المفاجآت أن الحزب سيتحرك على مساحات الكيان وفي أرضه.
وهذه قد لا تعجب كثيرا من اللبنانيين الذين لديهم حنان زائد على الكيان الإسرائيلي، بل أولئك الذين تساورهم الأفكار بأن الحزب المشارك إلى جانب الجيش العربي السوري باتت مشاركته على حساب وجوده العسكري في جنوب لبنان. ويأتي الرد المباشر: أليست عملية اللبونة في جنوب لبنان قبل أيام خير دليل على الوجود المكثف الفاعل للحزب في الجنوب اللبناني .. عملية صعقت الإسرائيلي الذي ظن أنه داخل الأراضي اللبنانية في نزهة يمكنه فعلها ساعة يشاء، لكن الحزب اصطاده في مفاجأة لم يحسبها، تاركا كمًّا من الأسئلة العنيفة لدى قادة إسرائيل: كيف عرف حزب الله بلحظات دخول جيش النخبة الإسرائيلي إلى الأرض اللبنانية كي يواجهه بالمفخخات التي أدت إلى سقوط جرحى بينهم في حالة الخطر؟ وهل لدى الحزب عيون وآذان عند الحدود داخل إسرائيل تقدم له المعلومات في لحظتها، وتلك كارثة عليها، أم أن ثمة ما يملكه الحزب من تكنولوجيا لم تعرفها إسرائيل من قبل كشفت التحرك منذ لحظة حراكه من داخل الكيان، ومعناه أن كل حراك الجيش الإسرائيلي متابع وواضح ومعروف لدى حزب الله، أم ثمة من أعطى الحزب إحداثيات دخول جيش العدو من خلال الأقمار الاصطناعية التي يمتلكها..؟!
يتكثف البحث الإسرائيلي حول تلك الأسئلة التي سوف تغير من حركة جيشه .. لكن حزب الله بهذه العملية التي اصطاد بها جنود إسرائيل عند الحدود مع لبنان، أثبت للإسرائيلي ولجماعته في لبنان وخارجه، ولمن هم يعتقدون أنه ضعف بعد مشاركته في سوريا، إنه أقوى مما كان، وإنه في خوضه معارك على الأرض السورية، سيضيف خبرة على خبرات، بل خبرات محترمة تلزمه في معاركه المصيرية المقبلة مع جيش إسرائيل، وإنه (أي الحزب) بات يملك أضعاف ما كان متوفرا لديه، بل هو الآن خارج معادلة التوازن العسكري، بما يعني أنه صار سباقا على إسرائيل، الكيان الذي يظهر كل مرة أنه أوهن من بيت العنكبوت، وأنه ليس الجيش الذي يحسب له ألف حساب كما هي أفكار بعض العرب، الذين لدى بعضهم حساسيات تجاه حزب الله، فيعلنون تضامنهم مع كل من يقاتله بدءا من إسرائيل وصولا إلى شتى التنظيمات الأخرى التي جاؤوا بها إلى لبنان لمقاتلته فقط، كجزء من مشروع متكامل متشكل في المنطقة وهو الأبرز فيه نتيجة مكوناته الهائلة.
ما جرى في اللبونة داخل الأراضي اللبنانية مقلق لإسرائيل ولبعض الملتزمين بها ولمدّاحيها ولكل أصحاب الأمنيات الخاسرة القائلة بأن حزب الله يتراجع.

زهير ماجد




عبدالستار ناصر

أصداف


قد لا يعرفه الكثير من بالموضوعات والتحليلات السياسية، لكن يعرفه غالبية العراقيين ويعرفه الغالبية العظمى من الكتاب والمبدعين والمثقفين العرب، إنه القاص والروائي العراقي الكبير عبدالستار ناصر، الذي رحل عنا قبل أيام، وكنت قد قررت الكتابة عنه في هذه المساحة قبل أشهر، عسى أن يقرأ ما أكتب عن مبدع وصديق، لكن هموم اليوم العراقي النازف والغارق في موجات الألم اليومي، أخّرت تلك السطور، لنتفاجأ بخبر رحيله.
عبدالستار ناصر، من جيل الستينات في العراق، أنيق مهذب جميل بكل شيء، أبحر في عالم الإبداع، عراقيّ حتى النخاع وبغداديّ إلى آخر لحظة في حياته، نشر أربعين كتابا في الرواية والقصة القصيرة، يحكي للآخرين عوالم بغدادية، كما في ملحمته "الطارطران"، يوغل في تفاصيل نراها ولا نراها ويحدثنا عن خبايا وزوايا في حياة البغداديين، وفي قصصه يشرع في رحلة يحفُّها الحب من كل جانب، كما في كتبه(أوراق امرأة عاشقة وأوراق رجل عاشق)، يكتب للمرأة وعنها وللرجل وإليه، مدركا سلفا أن إبحاره لن يتوقف عند بحيرة ولن تحدّ من تدفقه الصخور والأحراش المائية، أدواته الفاعلة خيال جامح وعبارة رشيقة وموضوعات لم يحرث بها غيره.
تربطني بالمبدع الكبير الراحل عبدالستار ناصر علاقة حميمة، ويرتبط بعلاقات قوية مع الكثير من الكتاب والمثقفين العراقيين في الداخل والخارج، عندما قرر مغادرة العراق عام 1999، تحت ضربات الحصار القاسي الذي فرضه الكثيرون على العراقيين، اتصل بي والتقينا، أخبرني قراره، مؤكدا أنه لن يبتعد كثيرا عن العراق، ومهما حصل فإنه لن يغادر الأردن لقربها من العراق، بعد أقل من عامين زرته في مقهى السنترال وسط عمَّان، وأنا في طريقي إلى الإمارات بدعوة من مجلة الصدى الإماراتية، أمضينا وقتا ممتعا في بيته بحضور زوجته المبدعة هدية حسين، وشاركنا الجلسة كل من المبدعين صلاح زنكنه وحسن النواب، لم نشعر حينها أننا في أرض أو بلد آخر، فالعراق بكل تفاصيله في دواخل عبدالستار ناصر.
أخذتنا أمواج العراق واضطراباته، بعد زحف الغزاة على هذا البلد، ولم أتواصل معه، كما حصل مع الكثير من الأصدقاء والمعارف، وعندما خرجت من العراق تحت وقع عواصف وقلق ومخاوف واضطرابات يومية، وخلال وجودي في الأردن عام 2007، حيث يقيم عبدالستار ناصر، لم أتواصل معه كما يجب أن يكون التواصل، وقبل عامين تعرض لوعكة صحية، قرر على أثرها اتخاذ أصعب قراراته، معلنا أنه سيقبل الهجرة بعيدا، تحت وطأة المرض والبحث عن رعاية صحية.
لكن خبر رحيله أشاع الحزن في قلوب أصدقائه ومحبيه، وخلال ساعات زخرت مواقع التواصل الاجتماعي بالخواطر والذكريات والمقالات التي تتحدث عن المبدع الراحل الكبير، يجمع الكتاب والقراء ومن مختلف الأجيال في العراق في التعبير عن حزنهم وأسفهم على رحيل أحد أعلام الإبداع العراقي والعربي.
في كندا، وعلى مسافة آلاف الكيلومترات غادر الحياة عاشق بغداد دون أن يلقي نظرة أخيرة على أحياء المدينة القديمة، ولم يمر في شارع المتنبي ولم يجلس في مقهى الزهاوي وحسن عجمي، لم يحضر أمسية لاتحاد الأدباء.
لكن آلام العراق رافقته في ترحاله، أحزان وآلام وأكداس من الهموم، فكيف لا تكون بهذا الثقل وبهذا الألم وعبدالستار ناصر، شاعر ومبدع ومرهف الحس وعراقي حدّ النخاع.
اختار عنوان "الهجرة نحو الأمس" لأحد كتبه، فهاجر نحو الأسى، دون أن يشاهد شمس العراق، لتغسل هذا الركام الحالك وتلك الأحزان والقلق والخراب.

وليد الزبيدي كاتب عراقي





عيد الفطر السعيد .. تكريم للمؤمنين

على إنجازهم ومثابرتهم وصبرهم


يطل علينا عيد الفطر المبارك الذي خصه رب العزة ليكون جائزة للمسلمين في يوم فطرهم وتكريما لهم, يهنئون فيه بعضهم بعضا على الإنجاز العظيم الذي حققوه ممثلا في صوم شهر رمضان إيمانا واحتسابا بعد أن طهروا أنفسهم من الأدران والمعاصي وقضوا أيامه في الأعمال الصالحات وفي قيام ليله وفي تلاوة كتاب الله العزيز.


تبدأ حدود مناسبة عيد الفطر المبارك في اللحظة التي نودع فيها مناسبة جليلة أخرى, عشنا أجواءها الروحية المفعمة بمشاعر إنسانية غاية في الرقي والصدق وصفاء النفس ووضوحها, وقضينا معها أيام عمل متواصل غايته الوصول إلى رضا الله عز وجل وتطهير النفس من أدرانها والوصول بها إلى مراتب أعلى في المنزلة والسمو تتفق وحقيقة التكريم الإلهي الذي خص به الإنسان دونا عن بقية مخلوقاته, وقدمت لنا تلك المحطة الزمنية التي تشع أنوارها على كوكبنا الأرضي مرة في العام, فرصة رائعة لنتوقف مع أنفسنا, نقيم أوضاعها ونصلح حالها ونقوم اعوجاجها ونرتقي بسلوكها .. فما أعظم مناسبة رمضان وما أجمل أيامها وأمتع لياليها, فهنيئا لمن تقبل منه صالح الأعمال.
العيد مصطلح يدل على مناسبة سعيدة, والعيد يدخل في نفوس من يعنيهم العيد البهجة والسرور, وقد تعددت أنواع الأعياد مثلما تعددت أهدافها وطقوسها وبرامجها وعمومياتها وخصوصياتها, وقد خصت الأمة الإسلامية بعيدين في السنة هما عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى السعيد, لكل منهما أهدافه ومكانته وبرامجه ومميزاته وطقوسه تحتفل فيهما وتسعد بأيامهما, تتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة مقدمهما الميمون, وتتوجه فيهما بلسان واحد ودعاء مشترك إلى العلي القدير بأن يعيد المناسبتين على الأمة الإسلامية باليمن والبركات وبأن يصلح أحوالها ويجمع شملها.
يطل علينا عيد الفطر المبارك الذي خصه رب العزة ليكون جائزة للمسلمين في يوم فطرهم وتكريما لهم, يهنئون فيه بعضهم بعضا على الإنجاز العظيم الذي حققوه ممثلا في صوم شهر رمضان إيمانا واحتسابا بعد أن طهروا أنفسهم من الأدران والمعاصي وقضوا أيامه في الأعمال الصالحات وفي قيام ليله وفي تلاوة كتاب الله العزيز .. وفي تقييم أحوالهم والتدبر والتفكر في إصلاح شأنهم فهنيئا لهذه الأمة إنجازها، ونسأله تعالى أن يشرف من قدرها ويرفع من مكانتها، وأن يوحد كلمتها، وأن يستجيب دعاء الصالحين من رجالها، ويجعل كل أيامها السعيدة ومناسباتها العظيمة مباركة طيبة, اللهم آمين.
وقد جعل الله لهذه المناسبات أهدافا واضحة وغايات تهدف إلى الارتقاء بالبشرية, لا ينبغي أن تمر مرور الكرام دون أن نتفكر ونتدبر في مضامينها ونعي أسبابها ومراميها, فمن أهداف هذه المناسبة إلى جانب ما تمت الإشارة له في صدر هذا المقال, الشعور الإيجابي بمعاناة إخواننا المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض والعمل على مد يد العون إلى المحتاجين منهم قدر المستطاع والمتاح, وإعادة الابتسامة إلى الأطفال الذين حرموا منها بسبب الفاقة واليتم والمعاناة بمختلف أنواعها, فما أكثر وجوه الخير التي تتعدد صورها وتتضاعف حسناتها في هذا اليوم المبارك, فهنيئا لمن أعاد البشر والسعادة إلى وجوه العابسين المحزونين.
سعود بن علي الحارثي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق